Segundo numero

الدّاعيات والخطاب الدّيني في الفضائيّات العربيّة الدّينيّة المتخصّصة

تحميل المقال

     انتشر البثّ التّلفزي عبر الأقمار الصناعيّة في العالم العربي على إثر الثّورة التكنولوجيّة في مجال الاتّصال والإعلام التّي شهدها عالمنا المعاصر منذ نهاية القرن الماضي. واتّسعت القنوات الفضائيّة العربيّة بشكل ملحوظ حتّى عدّت من أهم وسائل الاتّصال الجماهيري في العصر الحاضر. وما فتئت التخصّصات الإعلاميّة تجتاح هذه القنوات الفضائيّة بعد تناسلها، فأصبحنا نتحدّث عن قنوات خاصّة بالتّربية وأخرى بالثّقافة وغيرها بالأفلام إلى ما سواها من التخصّصات المختلفة. وفي غمرة التخصّص الإعلامي تسرّب الخطاب الدّيني إلى هذه الفضائيّات، وأضحت هناك فضائيّات دينيّة متخصّصة، لم تكتف بمجرّد بثّ برامجها بل شرعت في منافسة القنوات الأخرى بنفس الشروط والمقاييس في الإثارة والتسويق الإعلاميّ، ولذا رأينا من الجدير أن نهتمّ بدراسة هذا النّوع من الفضائيّات لا سيما بعد أن شهدت في السّنوات الأخيرة مشاركة المرأة في برامجها وتحقيق استقطاب جماهيري هامّ.

    وسنركّز في دراستنا للفضائيّات الدّينيّة المتخصّصة على المشهد الدّعوي النّسائي من حيث قناة المرسِل وشبكة المحتوى، ونردّ اهتمامنا بهذه المسألة إلى كونها من أهمّ المواضيع المطروحة في راهن أيّامنا متى رمنا استكمال البحث في الدّور النّسائي العربي في الإعلام العربي، خاصّة بعد أن اتّضح لنا أنّ شاشات هذه الفضائيّات تعتبر من أعظم المنابر تأثيرا في النّاس فكرا وممارسة ناهيك أنّها تقدّم برامجها بوصفها الطريقة المثلى في تمثّل الإعلام المرئيّ للدّين، بما هو نصوص أساسها القرآن والسنّة النّبويّة، وبما هو اجتهادات منطلقة من هذه النصوص أو على هامشها. وحريّ بنا أن نسائل هذا المشهد الدّعوي من خلال البحث من جهة أولى في حدود حضور المرأة وأهميّة دورها فيه وموقف » شيوخ الدّين» من هذا الحضور، ومن جهة ثانية بتفكيك خطاب صاحباته وآليّات منطوقهنّ وصورهنّ والبحث في حدود انفلات هذا الخطاب عمّا هو سائد من صور نمطيّة للمرأة المسلمة.

Mostrar más

Publicaciones relacionadas

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada.

Botón volver arriba
Cerrar