------المجلد الثاني------العدد الأول

الخطاب وجماليّة التلقّي

تحميل المقال

ملخّص :

يقوم التواصل على إنتاج المعنى وتبليغ المعلومات والمعارف والأفكار وخلجات النفس للآخر، وهو ما يستوجب حضور عدد من العناصر الضامنة لإنشاء تبادلٍ حواري بين الأفراد يقوم على الفِعْلِ وردّ الفعل لاستكمال حلقة الحدث الكلامي، أهمّها الباثّ والخطاب والمتلقي.

فالباثّ، متكلّما كان أو كاتبا، يُنشئ خطابه أو رسالته اللسانيّة باعتماد الرموز الصوتيّة ونَظْمِهَا طبقا لقواعد النحو وسننه للتعبير عن أفكاره ومقاصده، فيستقبل المتلقّي النصّ    أو السلسلة الكلاميّة ويفكّ شفراتها ورموزها ويؤوّل معانيها التي تستثيره وتقوده إلى محاولة قراءةِ الخطاب قراءةً فاعلة تمنحه أبعادا ديناميكيّة جديدة تتجاوز “المتقبّل المستهلك”، الذي لطالما استندت قراءته لأيّ نصٍّ لغوي على سيرة الكاتب وتاريخه، إلى “المتقبّل المبدع” الذي يمنح النصّ بُعْدًا آخر ويحلّله وفقا لرؤاه واستنادا إلى معايير جماليّة اجتماعيّة، باعتبار أنّ وظيفة اللغة لا تقتصر على تبليغ المعلومة والإخبار عنها وإنّما تسعى للتأثير في المتقبّل وإثارته لإنشاء ردّة فعلٍ تُساهم في توجيه الحدث التواصلي إلى منحى        أو مسار معيّن.

وهو ما ساهم في إنشاء نظريّة التلقّي في الفكر النقدي الحديث التي تقوم أساسا على دراسة العلاقة بين الخطاب والمتلقّي. فتُحاول إبراز الدور الذي يؤدّيه المتقبّل في عمليّة بناء المعنى من جهة، كما تهتمّ بالآثار التي يُحدثها نصٌّ ما في المتلقّي من جهة أخرى. فتُخرج الخطاب، بذلك، من جموده إلى ديناميكيّة التلقّي والقراءات المختلفة باختلاف جمهور المتقبّلين الذين يؤوّل كلٌّ منهم الخطاب حسب أحواله ومفاهيمه المخزّنة في ذهنه ومعرفته بجنس الخطاب المُتَقَبَّل وأهوائه وذوقه الأدبي…

   الكلمات المفاتيح: التواصل، الخطاب، نظريّة التلقي، المتلقّي، التأثير، أفق الانتظار.

 

Abstract:

Communication involves the process of meaning production, information delivery, knowledge coming from other disciplines, ideas and the emotional fluctuations of the heart towards the addressee. This kind of communication requires the presence of a number of necessary factors that ensure a dialogue between individuals : one that involves action and reaction (the two vital elements of any verbal act along with the addresser, the addressee and the discourse itself).

The addresser, whether he is the speaker or the writer, builds his speech or linguistic message on phonological codes distributed according to grammatical rules for the purpose of expressing the addresser’s own thoughts and purposes.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق