المؤتمر الدولي الافتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي——أعداد خاصة——

دلالة “الوقف والابتداء” عند تعليم اللُّغة العربيَّة النَّاطقين بغيرها

تحميل المقال  

ملخَّص البحث:
إنَّ من أهمِّ الظَّواهر في فقه اللُّغة العربيَّة ظاهرة “الوقف والابتداء”؛ وهذه الظَّاهرة تمثِّل عنصرًا متفرّدًا لما له من آثار هائلة في غير جانب من جوانب القراءة؛ فهي تؤدِّي إلى تنوّع في الأداء حسب مواضع الوقف، وهي تفضي إلى اختلافات في شكل الجملة من حيث بدايتها أو نهايتها، بل من حيث نوعها؛ فقد تكون خبريَّة بوقف وتكون إنشائيَّة بوقف آخر، ثمَّ هي تمدُّنا بتحليلات نحويَّة مختلفة، وفي نهاية المطاف تؤدِّي إلى تنوّع في المعنى ممَّا قد يتضمَّنه من تنوّع في الأحكام.
ظاهرة الوقف باعتبارها موقعيَّة من موقعيات السِّياق العربي ترجع إلى كراهية توالي الأضداد أو كراهية التَّنافر إنْ شئت اسمًا آخر لهذا المظهر من مظاهر الذّوق العربي؛ فالحركة مظهر من مظاهر الاستمرار في الأداء والصَّمت الَّذي يأتي عن تمام المعنى جزئيًّا أو كليًّا، أو عن انقطاع النَّفس، أو لأيّ سبب يدعو إلى قصد الوقف يعتبر عكس الحركة تمامًا فبينه وبين الحركة تنافر.
وبناءً على هذا فإنَّ دراسة الوقف من أهمِّ الأمور وأجلاها أثرًا في الدَّرس الصَّوتي لما يترتَّب عليها من أحكام مهمَّة قد يؤدِّي الإخلال بها إلى أحكام عكسيَّة، والإفضاء إلى دلالة مغايرة؛ فقد يؤدِّي الوقف إلى اختلاف طبيعة الجملة من خبريَّة إلى إنشائيَّة، ويترتب على هذا فهم مغاير بطبيعة الحال لاختلاف الفرق بين ماهية الجملتين؛ حيث إنَّ الجملة الخبريَّة– من النَّاحية البلاغيَّة- تحتمل الصِّدق أو الكذب، أمَّا الجملة الإنشائيَّة فلا تحتمل إلا الصِّدق فقط؛ ولذلك فمن “المهمِّ بيان الوقف وأثره من جهة المعنى في حال وصله بما بعده داخل النَّصِّ القرآنيّ
الوقف القبيح: هو ما اشتدَّ تعلّقه بما بعده لفظًا ومعنى، ويكون بعضه أقبح من بعض، ولعلَّ لفساد المعنى وعدم تحقق أمن اللبس دورًا رئيسًا في وسم هذا الوقف بالقبح أو الرَّداءة، وهى مسألة يجب أنْ يتنزه كتاب الله عنها؛ لئلا يختفي المعنى؛ ولذلك قيل في حدّه إنَّه الَّذي لا يفهم مه المراد.
الوقف في أساليب القصر: هو إثبات الحكم المذكور في الكلام ونفيه عمَّا عداه، أو هو تخصيص أمر بطرق خاصَّة، والَّذي من طرقه النَّفي والاستثناء فإنَّ الوقف على جزئه الأوَّل (المقصور) يؤدِّي إلى قلب المعنى رأسًا على عقب؛ لأنَّه سيؤدِّي إلى نفي الكلام الَّذي يراد تأكيده.
الواو متفرّعة المسائل فيما يتَّصل بموضوع الوقف؛ فالواو من حروف العطف الَّتي قد تعرض مشكلات توقّع في الحيرة والشَّك ولا يمكن حلّها وفهم المراد بها على وجهه إلا بالإعراب؛ حيث إنَّ للواو وظائف كثيرة ومتنوّعة؛ منها ما هو صوتيٌّ، ومنها ما هو صرفيٌّ، ومنها ما هو نحويٌّ، واختلفت أقوال النّحويين في حصر هذه الوظائف فأوصلها بعضهم إلى إحدى وثلاثين. والواو من الحروف الهوامل؛ لأنَّها تدخل على الاسم والفعل جميعًا ولا تختصُّ بأحدهما فاقتضى ذلك ألا تعمل شيئًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق